اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 254
له أطلق الأسرى الّتي في قيودها* * * مغلّلة أعناقها في الشّكائم [1]
[الطويل] و روى البخاريّ في «تاريخه الصّغير»، و يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح، من طريق محمد بن سيرين، عن عبيدة بن عمرو السّلماني- أن عيينة و الأقرع استقطعا أبا بكر أرضا، فقال لهما عمر: إنما كان النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلّم) يتألّفكما على الإسلام، فأما الآن فاجهدا جهدكما، و قطع الكتاب.
قال عليّ بن المدينيّ في «العلل»: هذا منقطع، لأن عبيدة لم يدرك القصة، و لا روى عن عمر أنه سمعه منه. قال: و لا يروى عن عمر بأحسن من هذا الإسناد.
و رواه سيف بن عمر في الفتوح مطولا، و زاد: و شهدا مع خالد بن الوليد اليمامة و غيرها، ثم مضى الأقرع، فشهد مع شرحبيل بن حسنة دومة الجندل [2]، و شهد مع خالد حرب أهل العراق و فتح الأنبار [3].
و قال ابن دريد: اسم الأقرع بن حابس فراس، و إنما قيل له الأقرع لقرع كان برأسه، و كان شريفا في الجاهلية و الإسلام، و استعمله عبد اللَّه بن عامر على جيش سيّره إلى خراسان [4]، فأصيب بالجوزجان هو و الجيش، و ذلك في زمن عثمان.
و ذكر ابن الكلبيّ أنه كان مجوسيّا قبل أن يسلم. و قرأت بخط الرضيّ الشاطبي قتل الأقرع بن حابس باليرموك في عشرة من بنيه. و اللَّه أعلم
[2] دومة الجندل بالضم و يفتح و أنكر ابن دريد الفتح و عدّه من أغلاط المحدّثين و جاء في حديث الواقدي دوما الجندل. قيل: هي من أعمال المدينة: حصن على سبعة مراحل من دمشق بينها و بين المدينة قيل:
هي غائط من الأرض خمسة على فراسخ و من قبل مغربه عين تثج فتسقي ما به من النخل و الزرع و حصنها مارد و سميت دومة الجندل: لأنها مبنية به و هي قرب جبلي طيِّئ. مراصد الاطلاع 2/ 542.
[3] الأنبار: بفتح أوله: مدينة قرب بلخ و هي قصبة ناحية جوزجان و بها كان مقام السلطان و هي على الجبل و لها مياه و كروم و بساتين كثيرة. انظر معجم البلدان 1/ 305.
[4] خراسان: بلاد واسعة، أول حدودها مما يلي العراق أزاذوار قصبة جوين و بيهق و آخر حدودها مما يلي الهند طخارستان و غزنة، و سجستان و كرمان و تشتمل على أمهات من البلدان منها نيسابور و هراة و مرو و غير ذلك. انظر معجم البلدان 2/ 401.